أنه قدم من الشام (?) إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له عبد الله بن عمرو (?) : ما أقدمك إلى بلادنا؟ قال: أنت. قال: لماذا؟ قال: كيف تحدثنا أن مصر أسرع الأرضين خراباً، ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع، وبنيت فيها القصور، واطمأننت فيها؟!
فقال: إن مصر قد أوفت خرابها، حَطَمها بخت نصر، فلم يدع فيها إلا السباع والضباع، وقد مضى خرابها، فهي اليومَ أطيبُ الأرضين تراباً، وأبعده خراباً، ولن تزالَ فيها بركةٌ ما دام في شيء من الأرضين بركة (?) .
و (أبو قبيل) ؛ هو: حيي بن هانئ المعافري، صدوق يهم، وابن غَنْم من كبار ثقات التابعين، وهذا الإسناد لا بأس به.
والشاهد منه: أنّ البركةَ فيها ما زالت في الشام بركةٌ، فإن زالتْ مِنَ الشام ذهبت عنها.
والمتأمل في مجموع ما ورد من أحاديث وآثار يتيقّن بما قدمناه، من أن الهلاك يبدأ بالمشرق (أهل العراق) ، ثم ينتقل إلى (المغرب) (الشام ومصر) ، والذي أُراه أن اقتران خراب (مصر) مع (البصرة) ، الوارد في بعض الأخبار (?) -إن صحت- إنما كان للتداخل الذي يجري في الأحداث عند هلاك (العراق) ، فإنه يجعل (العجم) أو (الروم) (?) يطمعون في (مصر) مطمعهم