ولا تستنقذ منهم شيئاً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنهم سيلحقون بمنابت الشيح» .

وإسناده ضعيف؛ لضعف رشدين بن سعد، وفيه عبد الله بن لهيعة، قال الحافظ ابن حجر عنه في «التقريب» (ص 319) : «خلط بعد احتراق كتبه» .

وله طريق أخرى بنحوه عن معاوية قوله.

وأخرجه من طريق آخر (2/680 رقم 1917) -ومن طريقه ابن العديم في «بغية الطلب» (1/518) -: حدثنا بقية، عن أم عبد الله، عن أخيها عبد الله ابن خالد، عن أبيه خالد بن معدان، عن معاوية، قال: اتركوا الرابضة ما تركوكم، فإنهم سيخرجون، حتى ينتهوا إلى الفرات، فيشرب منهم أولهم، ويجيء آخرهم، فيقولون: قد كان ها هنا ماء.

قلت: فيه بقية بن الوليد الحمصي، وهو صدوق، ومدلس، وقد عنعن، وخالد بن معدان ثقة، يرسل كثيراً، وقد عنعن -أيضاً-، وعليه فإن حديثه ضعيف، وفيه أم عبد الله؛ لم أقف لها على ترجمة.

وله شاهد من حديث عبد الله بن السائب، ولكن لا يفرح به.

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6/111 رقم 5228 - ط. الطحان) من طريق عدي بن الفضل، عن علي بن الحكم، عن القاسم بن أبي بزة، عن عبد الله بن السائب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبلغ العربُ مولد آبائهم منابت الشيح والقيصوم» ، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن أبي بزَّة إلا عليّ بن الحكم، ولا عن علي إلا عديّ بن الفضل، تفرد به سعيد بن سليمان» .

قلت: وبوّب عليه الهيثمي في «مجمع البحرين» (7/264) و «مجمع الزوائد» (7/310) (باب فتنة العجم) ، وقال في «المجمع» : «وفيه عديّ بن الفضل التيميّ، وهو متروك» .

ودلّت الرواية قبل الأخيرة أن الإلحاق الوارد في الحديث بجزيرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015