أهل الكوفة أنِ اخرُجوا منها قبل أن ننزل عليكم، فيخرج أهل الكوفة منها، فيلحق لاحق ببيت المقدس، ولاحق بالمدينة، وآخرون بمكة، وآخرون بالأعراب، فلا يبقى أحد من المصلين إلا قتيلاً أو أسيراً يحكمون في دمه ما شاؤوا. قال: فانصرفنا عنه وقد ساءنا الذي حدثنا، فمشينا من عنده غير بعيد، ثم انصرف المنتصر بن الحارث الضبي، فقال: يا عبد الله بن عمرو! وقد حدثتنا فطعنتنا، فإنا لا ندري من يدركه منا، فحدثنا هل بين يدي ذلك علامة؟ فقال عبد الله بن عمرو: ولا تعدم عقلك؟ نعم، بين يدي ذلك أمارة. قال: المنتصر بن الحارث: وما الأمارة؟ قال: الأمارة العلامة. قال: وما تلك العلامة؟ قال: هي إمارة الصبيان، فإذا رأيت إمارة الصبيان قد طبقت الأرض؛ اعلم أن الذي أحدثك قد جاء. قال: فانصرف عنه المنتصر، فمشى قريباً من غلوة، ثم رجع إليه. قال: فقلنا له: علام تؤذي هذا الشيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: والله لا أنتهي حتى يبين لي، فلما رجع إليه؛ بينه.
لفظ الحاكم.
قال الحاكم فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه» .
قلت: وأخرجه مختصراً دون القصة الطويلة (?) التي في أوله: نعيم بن حماد في «الفتن» (2/677 رقم 1906) من طريق نافع وسعيد بن أبي عروبة، والحاكم في «المستدرك» (4/502) من طريق معاذ بن هشام، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/267) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (31/280) - وابن جرير في «تهذيب الآثار» (2/816 رقم 1144) وصححه (?) ،