ولم ينفرد به، بل توبع عليه: تابعه ابن سيرين -وستأتي روايته قريباً (?) -، إلا أنه منقطع، فابن سيرين لم يسمع ابن مسعود، ولكن هذا يدلل على أن للأثر أصلاً، ولا سيما مع ضميمة ما ورد في الباب ما مضى، وسيأتي ما يشهد له في المعنى.
ثم ظفرتُ بإسنادٍ حسنٍ لِذاته، يشهد لهذا الأثر:
أخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» (15/175 - ط. الهندية) عن جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن شداد بن معقل، قال: قال عبد الله بن مسعود: «يوشك أن لا تأخذوا من الكوفة نقداً ولا درهماً، قلت: وكيف يا عبد الله بن مسعود!! قال: «يجيء قوم كأن وجوههم المجان المطرقة، حتى يربطوا خيولهم على السواد، فيجلوكم إلى منابت الشيح، حتى يكون البعير والزاد أحب إلى أحدكم من قصورهم هذه» .
قلت: فيه شداد بن معقل وهو صدوق، كما في «التقريب» (ص 264/ رقم 2758) ، وبقية رواته ثقات، وعليه؛ فإنه حسن لذاته.
ويشهد لسائر ما في هذا اللفظ طريق (الربيع بن ناجذ) الآتي تحت (عاشراً) ، وهو به صحيح لغيره.
ويحتمل أن يكون المذكوران أثرين منفصلين، وأن المذكور في رواية (الأرقم) هو (الدجال) ، ويوضحه:
ما أخرجه البيهقي في «البعث والنشور» (ص 28/رقم 31 - الاستدراكات) بسندٍ قوي -قاله الحافظ ابن حجر في «الفتح» (11/311) - من طريق أبي الزعراء -واسمه: عبد الله بن هانئ، وثقه العجلي وابن حبان-، قال: كنا عند عبد الله بن مسعود، فذكر الدجال، فقال: يفترق الناس عند