ودينارها» ، فأضاف الفضة إلى العراق، وهي مملكة كسرى، والدينار إلى الشام، وهي مملكة قيصر» .
قلت: وهذا المعنى بعيدٌ عن حديثِنا، ولا صلَةَ له بقوله صلى الله عليه وسلم في آخره: «وعدتم كما بدأتم» ، وهو على نقيض ما ذكره الشراح الآخرون، ويُلاحَظُ عليه الأمور الآتية:
أولاً: إنه أهمل ذكر العراق فيه.
ثانياً: أورده بلفظ رواية ابن ماهان: «إذا ... » ، والخبر محذوف، ويقدر ... -كما قدمناه (?) - بأمرين، يُبْعدان أن يكون المراد (استيلاء المسلمين على خيرات هذه البلاد) ، نعم؛ لازم أن تمنع هذه البلاد خيراتها -بعد سيطرة المسلمين عليها- أن تكون تحت أيديهم.
ثالثاً: المنع -على هذا المعنى- كان للمسيطرين عليها، ورجعت خيراتُها إلى أهلها بعد إسلامهم، فمنعت مملكة كسرى الخيرَ الذي يُجبَى إليها من العراق، ومنعت مصر الخير الذي يجبى إليها من الشام، بسبب هلاكهم، وهذا مستلزم لعزّ الإسلام وأهله، ولا مناسبة لهذا المعنى للمنع في حديثنا الذي في آخره: «وعدتم كما بدأتم» .
فصل
في بيان الراجح في معنى (المنع) الوارد في الحديث عند الشراح
القول الذي ارتضاه النووي ورجحه، وقال عنه: «وهو الأشهر» (?) ؛ هو قوله: «إن معناه: أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان؛