الأشعرية والصوفية، ليعودوا إلى منهج الكتاب والسنة، وسلف الأمة -علماً وعملاً، ونظاماً متكاملاً وشاملاً لحياة الفرد والمجتمع- خير كبير، وفضل من الله عظيم، يبعث على الاستبشار والتفاؤل، ويزيد أهل التوحيد والسنة ثباتاً على منهج السلف، والتفافاً حول علمائه ودعاته، وتفانياً في نشره ونصرته، حتى يأتي أمر الله -تعالى- وهم على ذلك (?) .
فصل
كلام جملي عن محور الفتنة وثمرتها ووقتها
ومادتها ووسيلتها ووقت اشتدادها
فالمحور العام الذي تتعلق به الفتن: الخلاف والافتراق الموصل إلى الخروج عن جماعة المسلمين بعامة، وإمامهم بخاصة، وثمرتها: استحلال الدم، وكثرة القتل والهرج، ومادتها: التكفير، ووسيلة أصحابها: مقالات بدعية، وأطروحات فكرية، وقوالب حزبية، ورصد الواقع، وتتبع الأحداث، وطريقتهم: التستر بمذهب السلف، وإبراز ما يشهد لبدعتهم من النصوص (?) ، وتضخيم زلات مخالفيهم، يقول ابن تيمية عند كلامه على المبتدعة:
«وإن كان من أسباب انتقاص هؤلاء المبتدعة للسلف، ما حصل في المنتسبين إليهم من نوع تقصير وعدوان، وما كان من بعضهم من أمور اجتهادية، الصواب في خلافها، فإن ما حصل من ذلك صار فتنة للمخالف لهم