لَوْ أَنَّ حَيًّا مُدْرِكَ الفَلاَحِ ... لَنَالَهُ مُلاَعِبُ الرِّمَاحِ

والجوابُ عندَ علماءِ العربيةِ: أن المصدرَ الْمُنْسَبِكَ من (أن) وصلتِها في محلِّ رفعٍ فاعلُ فعلٍ محذوفٍ، قالوا: تقديرُه «ولو ثَبَتَ أننا نَزَّلْنَا إليهم الملائكةَ» أي: لو ثَبَتَ ووقعَ تنزيلُنا الملائكةَ عليهم {مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} إيمانَهم {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ} أي: أكثرَ الكفارِ.

قال بعضُ العلماءِ: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ} أي: أكثرَ الكفارِ.

وقال بعضُ العلماءِ: {أَكْثَرَهُمْ} أي: أكثرُ الجميعِ مِنَ الكفارِ والمسلمين {يَجْهَلُونَ} أنهم لو أُنْزِلَتْ عليهم الآياتُ التي اقْتَرَحُوا لم يؤمنوا.

والقولُ الأولُ أظهرُ؛ لأن التعبيرَ بالمضارعِ فِي: {يَجْهَلُونَ (11)} يدلُّ على أنهم من عادتِهم وشأنِهم الجهلُ وعدمُ المعرفةِ بِاللَّهِ. وهذا أَلْيَقُ بالكفارِ.

[15/أ] / {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)} [الأنعام: آية 112].

لَمَّا كان كفارُ مكةَ، أعداءً للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَادَوْهُ شدةَ المعاداةِ، حتى اضطر إلى أن يخرجَ مُهَاجِرًا إلى هذه المدينةِ حَرَسَهَا اللَّهُ، عن مسقطِ رأسِه الذي وُلِدَ به؛ لِمَا لَقِيَ مِنْ أَذَاهُمْ وَهَمِّهِمْ بِأَنْ يَقْتُلُوهُ كما يأتِي في سورةِ الأنفالِ في قولِه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} [الأنفال: آية 30].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015