إِنها إذا جاءت لا يؤمنون} وقراءة ابنِ كثيرٍ وشعبةَ عن عاصمٍ - في روايةٍ - {وَمَا يُشْعِرُكم إنها إذا جاءت لا يؤمنون} وهذه أوضحُ القراءاتِ وأظهرُها معنًى. والمعنَى: ما يشعركم، وما يدريكم عن حقيقةِ الأمرِ الذي سيكونُ لو جاءت الآيةُ المقترحةُ؟ ثم بَيَّنَ بخبرٍ بَاتٍّ أنها إذا جاءت لَنْ يؤمنوا؛ ولذا قال: {إنَّها إذا جاءت} أي: الآيةُ المقترحةُ: {لاَ يُؤْمِنُونَ} لأنهم مُتَعَنِّتُونَ مُعَانِدُونَ كَفَرَةٌ.

وقرأ هذا الحرفَ نافعٌ والكسائيُّ وحفصٌ عن عاصمٍ، وشعبةُ عن عاصمٍ - في الروايةِ الأُخْرَى - {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} بفتحِ همزةِ: {أَنَّهَا} وياء الغيبةِ في قولِه: {لاَ يُؤْمِنُونَ}.

وقرأ هذا الحرفَ ابنُ عامرٍ وحمزةُ: {وَمَا يُشْعِرُكم أَنَّها إذا جاءت لا تؤمنون} بفتحِ همزةِ: {أَنَّهَا} وتاءِ الخطابِ في قولِه: {تؤمنون} فهي ثلاثُ قراءاتٍ سبعيات، وما عَدَاهَا شَاذٌّ: {إِنَّها إذا جاءت لا يؤمنون} {أَنَّها إذا جاءت لا يؤمنون} {أَنَّها إذا جاءت لا تؤمنون}.

أما كسرُ الهمزةِ مع تاءِ الخطابِ في {تؤمنون} فَلَمْ يأتِ في قراءةٍ سبعيةٍ وإن ذَكَرَهُ بعضُ القراءِ عن شعبةَ - أبي بكر - من روايةِ الأعشى (?)، فهو لم يَثْبُتْ عن عاصمٍ في طريقِ شعبةَ.

أما على القراءةِ التي قَدَّمْنَا فمعنَى الآيةِ واضحٌ لا إشكالَ فيه كَمَا بَيَّنَّا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015