الأولَ من أطوارِ الإنسانِ: الماءُ والترابُ، والطورَ الثاني: هو النُّطفةُ. أشار الله إلى بعضِ تلك الأطوارِ بقولِه: {أَنْشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} ثم أَتْبَعَهُ بقولِه: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} على قراءةِ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (?) وبعضُهم قَرَأَ: {فَمُسْتَقِرٌّ} بكسرِ القافِ، أما: {وَمُسْتَوْدَعٌ} فجميعُ السبعةِ قرؤوها بفتحِ الدالِ، وأما: {مُسْتَقَرٌّ} ففيها قراءتانِ سبعيتانِ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} {فَمُسْتَقِرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (?).

أما على قراءةِ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (?) فالأظهرُ أنهما اسْمَا مكانٍ. أي: مكانُ استقرارٍ، ومكانُ استيداعٍ. وقيل: هما مصدرانِ مِيمِيَّانِ. أي: فاستقرارٌ واستيداعٌ.

أما على قراءةِ: {فَمُسْتَقِرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} {فَمُسْتَقِرٌّ}: اسمُ فاعلٍ، و {وَمُسْتَوْدَعٌ} اسمُ مفعولٍ. كما يأتي شرحُه.

وقد تَقَرَّرَ في فَنِّ العربيةِ: أن الفعلَ إذا زادَ ماضيه على ثلاثةِ أحرفٍ فإن اسمَ مكانهِ، واسمَ زمانِه، ومصدرَه الميميَّ كلها بصيغةِ وزنِ اسمِ المفعولِ، كما هو معروفٌ في فَنِّ الصَّرْفِ (?).

وأكثرُ علماءِ التفسيرِ أن المرادَ بـ: (المُستَقَرّ): المُسْتَقَرُّ في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015