طَرَدُوهُ وَأَبْعَدُوهُ، ومن هذا المعنَى قولُ الشماخِ (?):
ذَعَرْتُ بِهِ الْقَطَا وَنَفَيْتُ عَنْهُ ... مَقَامَ الذِّيبِ كَالرَّجُلِ اللَّعِين
واللعنةُ في اصطلاحِ الشرعِ (?): هي الطردُ والإبعادُ عن رحمةِ اللَّهِ (جل وعلا) أعاذَنا اللَّهُ وإخوانَنا المؤمنينَ منها.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68)} أي: دائمٌ أبدًا لا يزولُ ولا يحولُ ولا ينقطعُ كما أَوْضَحْنَاهُ.
قال تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70)} [التوبة: الآيتان 69_ 70].
يقول اللَّهُ (جل وعلا): {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)} [التوبة: الآية 69].
اعْلَمْ أولاً أن تفسيرَ هذه الآيةِ الإجماليَّ قبلَ أن نشرعَ في تحليلِ ألفاظِها أن مضمونَها أن الله يُهَدِّدُ الكفرةَ والمنافقينَ في زمنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم