{وَأَزْوَاجُكُمْ} الأزواجُ جمعُ زوجٍ، وزوجُ الرجلِ امرأتُه، ومفردُه (زوج) بلا هاءٍ، وهذه هي اللغةُ الفصيحةُ. العربُ تقولُ: هذه زوجُه، أي: امرأتُه، وزعم بعضُ علماءِ العربيةِ أن قولَهم (زوجتُه) بالتاءِ أنها من لَحْنِ الفقهاءِ، وأنها لا أساسَ لها في العربيةِ. والتحقيقُ أن اللغةَ الفصحى في امرأةِ الرجلِ أنها (زوجُه) بلا تاءٍ، وأن التاءَ لغةٌ فيها مسموعةٌ وليست لَحْنًا كما يقولُه بعضُهم (?). وَمِنْ إِطْلاَقِ الزوجةِ بالتاءِ على امرأةِ الرجلِ قولُ الفرزدقِ، هَمَّامِ بْنِ غَالِبٍ، وهو عربيٌّ قُحٌّ (?):

وَإِنَّ الَّذِي يَسْعَى لِيُفْسِدَ زَوْجَتِي ... كَسَاعٍ إِلَى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا

ومنه قولُ الحماسيِّ (?):

فَشَكَا بَنَاتِي شَجْوَهُنَّ وَزَوْجَتِي ... وَالظَّاعِنُونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعُوا

وفي صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أَنَسٍ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في صفيةَ: إنها زوجتِي (?). فالتحقيقُ أن الزوجةَ بالتاءِ لغةٌ لاَ لَحْن، وأن اللغةَ الفصحى في امرأةِ الرجلِ أن يقال فيها: (زَوْجُهُ) بلا هاءٍ. وهذا معنَى {وَأَزْوَاجُكُمْ} أي: نِسَاؤُكُمْ.

{وَعَشِيرَتُكُمْ} قرأ هذا الحرفَ عامةُ السبعةِ - غير أبي بكرٍ عن عاصمٍ - (أعني بأبي بكر: شعبةَ) قرؤوه كلُّهم: {وَعَشِيرَتُكُمْ} بالإفرادِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015