وذَرَارِيهِمْ. فأخبره صلى الله عليه وسلم أن هذا حكم الله فيهم من فَوْقِ سَبْعِ سَماوات (?)؛

لأنهم الذين نَزَلَ فيهم؛ {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}. وكان بعض العلماء يقول: كل هذه الآيات نازلة في كفار مكة؛ لأن هذه السورة كلها في وقعة بدر، والله تعالى أعلم. وهذا معنى قوله: {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأنفال: الآية 57].

ثم قال تعالى معلماً نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله (جل وعلا) علم نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه السورة الكريمة تَعَالِيمَ عظيمة، وهي كلها تعاليم من أصول الجهاد، علمه الثبات والصمود أمام العدو، وعلمه فيها الاتصال بخالق السماوات والأرض عند التحام الصفوف، وعَلَّمَهُ كيف يخيف أعداءه بشدة الوقيعة فيمن قدر عليهم، وعَلَّمَهُ هُنَا كَيْفَ يُصَالحُهم، وكيف ينبذ صلحهم، كل هذه تعاليم جِهَادِيَّة عسكرية من رب العالمين (جل وعلا) للنَّبِيِّ وأصْحَابِهِ؛ لأن هذا المحكم المنزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015