المنافقون: جمع التصحيح للمنافق، وهو المتصف بالنفاق، والنفاق: هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر. والمنافق هو المعروف في اصطلاح الفقهاء بالزنديق، فالمنافقون الذين يلقون المسلمين ويقولون: إنهم مؤمنون. وهم في باطن الأمر بخلاف ذلك.

وقوله: {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} اختلف العلماء في المراد بالذين في قلوبهم مرض على أقوال متقاربة لا يكذب بعضها بعضاً (?).

قال بعض العلماء: {الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} هم نفس المنافقين، وإنما كان العطف نظراً إلى مغايرة الصفات، كأنه يقول: الجامعون بين النفاق ومرض القلوب قالوا كذا وكذا، ومعلوم في اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن عطف الشيء على نفسه مذكوراً بصفات مختلفة نظراً إلى أن تغاير الصفات كتغاير الذوات أسلوب عربي معروف في كلام العرب، وهو موجود بكثرة فِي القرآن (?)، كقوِله في أول سورة البقرة: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين (3) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} ثم قال: {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} [البقرة: الآيات 2 - 4] والمعطوفون هم الأولون، إلا أن الصفات اختلفت فجاء العطف نظراً لتغاير الصفات. ونظيره في القرآن أيضاً قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)} [الأعلى: الآيات 1 - 4] فالمتعاطفات شيء واحد عُطف بعضها على بعض نظراً لتغاير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015