جَاءَتْكُمْ بَلِيَّةٌ مِنَ البلايا {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ} بأن هَاجَ عليكم البحرُ ورأيتم الموتَ عِيَانًا {أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ} من بلاءٍ عظيمٍ وداهيةٍ عُظْمَى {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}؟؟ أَتَدْعُونَ في ذلك الوقتِ غيرَ اللَّهِ من هذه الأصنامِ التي تَعْبُدُونَ دُونَهُ؟ والمعنى: كَلاَّ لاَ تَدْعُونَ في ذلك الوقتِ إلا إياه وحدَه، كما صَرَّحَ به في قولِه: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ} [الأنعام: آية 41] وَقَدَّمَ المفعولَ للحصرِ، أي: لا تَدْعُونَ وقتَ الشدائدِ إلا إياه وحدَه؛ لأنكم تعلمونَ أنه هو الذي بِيَدِهِ إزالتُها، وأن غيرَه لا يقدرُ على رفعِ الكرباتِ عَنْكُمْ، ثم قال: {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ} اسْتَشْكَلَ بعضُ العلماءِ (إلى) بعدَ (تَدْعُونَ) وقد قال بعضُ الْمُحَقِّقِينَ (?): إن [(دَعَا) قد تُضَمَّنُ مادةَ (لَجَأَ) كما قد تَتَعَدَّى بـ] (?) (إلى) كما في قوله: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ} وكما قال الشاعرُ (?):