قول لبيد بن ربيعة أيضاً (?):

لو أنَّ حيّاً مُدْرِكَ الفَلاَحِ ... لنَالَهُ مُلاعِبُ الرِّمَاحِ

يعني بقوله: «مدرك الفلاح»، أي: مدرك البقاء بلا موت، ونظيره من كلام العرب: قول كعب بن زهير، أو الأضبط بن قريع، كما قيل بكل منهما (?):

لكلِّ هَمٍّ من الهُمُوم سَعَهْ ... والمُُسْيُ والصُّبحُ لا فَلاحَ مَعَهْ

أي: لا بقاء في الدنيا مع تكرر اللَّيْلِ والنهار.

إذا عرفتم معنيي الفلاح فمن أطاع الله (جل وعلا) وذكره كثيراً نال الفلاح بمعنييه، ففاز بمطلوبه الأكبر وهو الجنة ورضا الله، ونال البقاء السرمدي الأبدي في نعيم الجنات.

وهذه الآية الكريمة تدل على أن الذين إذا لقوا فئة من فئات الكفار في ميدان القتال ولم يثبتوا أو لم يذكروا الله كثيراً، أنهم لا يفلحون. وهو كذلك؛ لأن النصر من الله. كما قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ} [الأنفال: الآية 10] قال في بدر: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ} مع أنه أنزل ملائكة السماء ناصرين، يعني: لا تظنوا أن الملائكة ينصرونكم، الناصر هو الله وحده (جل وعلا)؛ ولذا قال: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} [الأنفال: الآية 45].

{وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأنفال: الآية 46] هذه التعاليم السماوية الكفيلة بالنصر والظفر وقمع القردة الكفرة وإيقافهم عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015