الجر الذي هو الباء، ودخول حرف الجر من علامات الاسم. والمحققون من علماء العربية: أن (نِعْم وبئس) فعلان ماضيان جامدان لإنشاء [المدح أو] (?) الذم. قالوا: وقول الأعرابي: ما هي بِنِعْم الولد. وقول الآخر: نِعْمَ السَّير على بِئس العَير (?) محكي قول محذوف، أي: ما هي بولد مقول في جنسه نِعْمَ الولد.

وقوله: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (المولى) فسرناه الآن، و (النصير): (فَعِيلٌ) بمعنى (فَاعِل)، بمعنى الناصر، وأصل النصر في لغة العرب: إعانة المظلوم، وتخليصه بالإعانة من الظلم، فإنه (جل وعلا)، كأنه في هذه الآية بيَّن الثناء على نفسه، الثناء الكامل الذي يستحقه في ولايته لأوليائه، ونصره لهم.

قال بعض العلماء: بين (المولى) و (النصير) عموم وخصوص من وجه، يجتمع (المولى) و (النصير) في بني عمك وعصبتك إذا كانت لهم قدرة على نصرك، وإعانتك على عدوك، فإذا جاء دونك بنو عمك وعصبتك ومنعوك من أعدائك، اجتمع فيهم أن كل واحد منهم مولى، وأنه نصير، وينفرد (المولى) عن (النصير) في قرابتك وعصبتك إذا كانوا ضعفاء، لا يقدرون على نصرتك، فالواحد منهم مولى وليس بنصير؛ إذ لا طاقة له على النصر، وينفرد (النصير) عن (المولى) بالأجنبي الذي ليس بينك وبينه سبب ولاية إذا نصرك وأعانك ومنعك من عدوك، فهو نصير وليس بمولى. وهذا واضح.

قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015