بعض العلماء: نفر من اليهود، ولا مَانِعَ مِنْ أن يكون كلٌّ منهم سألوه عنها. ولا شك أن كفار مكة كانوا يسألونه عن الساعة وينكرون مجيئها ويزعمون أنها لا تأتي، كما في قوله: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)} [الأحزاب: آية 63] وبيّن أَنَّ كُفَّارَ مَكَّةَ يستعجلون بها إنكارًا منهم لها، كما في قوله: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (18)} [الشورى: آية 18] سواء قلنا: إن السائلين عنها كفار مكة أو اليهود.

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} (أيان): ظرف زمان بمعنى (متى) (?). قال ابن جني: وزنه (فَعلان) أصله من «أيَّ» أي وقت يكون فيه هذا؟ فزيد فيه الألف والنون وبُني على الفتح لشبهه بالحرف الشبه المعنوي، كما هو معروف في محلِّه.

وعلى كل حال فـ (أيان) سؤال عن زمن، فهي من ظروف الزمان بمعنى (متى) وربما ضُمِّنت معنى الشرط فجزمت فعلين.

وقوله: {مُرْسَاهَا} المُرْسَى: اسم زمان، والمعنى: في أي وقت يكون زمان رُسُوِّها، أي: وجودها وثبوتها. وقد تَقَرَّر في علم التصريف: أن كل فِعْل زاد ماضيه على ثلاثة حروف من الرباعي فصاعدًا أنه يستوي وزن مصدره الميمي، واسم مكانه، واسم زمانه، وكلها بصيغة اسم المفعول، كما هو مقرر في محله مشهور (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015