فوالده هو أبو عامر هذا الخبيث الذي يُقال له: أبو عامر الراهب، وهو الذي حفر الحفر في الميدان يوم أُحد التي جاء النبي في واحدة منها وانتشله منها عَلِيّ بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله، كما هو مذكور في المغازي في غزوة أحد (?). كان هذا الخبيث أبو عامر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّه على دين إبراهيم. فبيّن له النبي -فيما يذكرون- أنّه على الحنيفية بعد التغيير. وأنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أمات الكاذب منا وحيدًا طريدًا (?). وسافر إلى الشام، وراح إلى بعض الملوك يريد جيشًا يُخرج به النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، وهو الذي أوعز للمنافقين أنْ يبنوا له مسجد الضرار بقباء ليدبروا الشؤون فيه. وهو المذكور في قوله: {وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ} [التوبة: آية 107] هو أبو عامر هذا (?).

وقول من قال: إنّ آية الأعراف هذه في أمية بن أبي الصلت أو أبي عامر الراهب كله لا دليل عليه، وأكثر المفسرين يقولون: إنها في رجل علَّمه الله علم الكتاب من بني إسرائيل. وشذ قوم فقالوا: من الكنعانيين. وهذا معنى قوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015