الظرف في قوله: {وَإِذ} يقول المفسرون: هو منصوب بـ (اذكر) مقدرًا (?). والدليل على أن العامل في هذا الظرف المحذوف هو (اذكر) كثرة ورود لفظة (اذكر) عاملة في (إذ) في القرآن، نحو قوله: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ} [الأحقاف: آية 21] {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ} [الأنفال: آية 26] {وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً} [الأعراف: آية 86] ونحو ذلك من الآيات. واذكر يا نبي الله عناد اليهود ولجاجهم القديم في أسلافهم، ومن جملة ذلك العناد واللجاج والكذب العريق في أسلافهم تكذيبهم برسالتك وإنكارهم لصفاتك الموجودة في كتبهم عندهم.

وقوله: {نَتَقْنَا} العرب تقول: نَتَقَ الشَّيْءَ: إذَا رَفَعَهُ. وبعض العلماء يقول: النتق أخص من مطلق الرَّفْع؛ لأن النتق رفع مع حركة قوية؛ تقول العرب: نَتَقْتُ السِّقاء: إذا رَفَعْتَهُ وَهَزَزْتَهُ هزًّا قويًّا ليخرج زُبْده (?).

والجبل هنا هو الطور. وقد ذَكَرْنَا رَفْع الطور عليهم في سورة البقرة وفي سورة النساء. وبعض العلماء يقول (?): كل جبلٍ طور. وبعض العلماء يقول: الطور أخص من مطلق الجبل، فالطور هو خصوص الجبل الذي تحفّ به أشْجَار مُثْمِرة. وعلى هذا القول فكل طور جبل، وليس كل جبل طورًا.

والنتق في هذه الآية من سورة الأعراف هو الرفع المصرّح به في البقرة والنساء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015