المحذوف، وما احتجوا به من قراءة نافع وابن عامر (?) في سورة الشورى في قوله: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30)} [الشورى: آية 30] قالوا: لم تكن في قراءة نافع وابن عامر الفاء، بل قرآ: {وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم} وكذلك هو في مصحف عثمان بن عفان الذي بقي عنده بالمدينة ليس فيه فاء {فَبِمَا كَسَبَتْ} وكذلك في المصاحف التي أُرسلت إلى الشام. والتحقيق أن قراءة نافع وابن عامر هذه من السبعة: {وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} لا تدل على خلو جملة الجزاء من الفاء إن كانت لا تصلح أن تكون فعلاً للشرط، بل (ما) من قوله: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ} على قراءة نافع وابن عامر موصولة لا شرطية. والمعنى: والذي أصابكم من المصائب كائن وواقع بسبب ما كسبت أيديكم. أما على قراءة بقية السبعة: فـ (ما) شرطية؛ ولذلك اقترنت الجملة بالفاء في قراءتهم وفي المصاحف التي أُرسلت إلى أقطارهم.

وهذا الشرك في قوله: {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: آية 121] أجمع العلماء على أنه شرك أكبر مخرج عن ملة الإسلام؛ لأن من حكَّم تشريع غير الله فقد كفر بالله. وهذا الشرك هو الذي وبخ الله صاحبه ويوبخه على رؤوس الأشهاد في سورة (يس) ويبين مصيره وقراره النهائي -والعياذ بالله- وذلك في قوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} معنى عبادتهم الشيطان: هي اتباع نظامه وتشريعه وقانونه فيما أحل لهم من الكفر والمعاصي لله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015