ورَجَعَ، وهذا هو المعنى المشهور الصحيح في هذه الآية {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} أي: تُبْنَا ورَجَعْنَا إليك. وهذا كالتعليل لما قبله؛ لأن التوبة والإنابة والرجوع إليه من الأسباب التي يكتب الله بها حسنة الدنيا وحسنة الآخرة العرب تقول: هد أيها الرجل. تُبْ إلى الله من ذنوبك وارجع، وهاد: أي: تاب. والهُود: جمع هائد وهو التائب. وقد قال بعضهم (?):
يَا رَاكِبَ الذَّنْبِ هُدْ هُدْ ... واسْجُدْ كَأَنَّكَ هُدْهُد
معنى: {هُدْنَا إِلَيْكَ} أي: تبنا ورجعنا منيبين إليك.
قال الله جل وعلا: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء} قرأ هذا الحرف جماهير القراء: ... {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء} بإسكان ياء المتكلم. وقرأه نافع: {عَذَابيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ} وهما لغتان فصيحتان وقراءتان صحيحتان (?).
{عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ} أعذب به وأهين به {مَنْ أَشَاء} أي: من أشاء إهانته به. والقراءة الصحيحة التي قرأ بها الجمهور: {مَنْ أَشَاء} بالشين المعجمة المثلثة وضم الهمزة.
أما القراءة التي تُذكر عن الحسن وغيره أنه قرأ: «قال عذابي أصيب به من أساء ورحمتي وسعت كل شيء» (?) فهي قراءة شاذة لا تجوز القراءة بها. ومعلوم أن أهل الأهواء والبدع من قدرية وغيرهم يستدلون بتلك القراءة: «أصيب به من أساء» يستدلون بها