{أرْنا مناسكنا} [البقرة: آية 128] {أرْني أنظر إليك} ونظيره من كلام العرب قول الشاعر (?):

أَرْنَا إِداوَةَ عبد الله نَمْلَؤُهَا ... من ماءِ زَمْزَمَ إن القومَ قد ظَمِئُوا

وقول الآخر (?):

وَمَنْ يَتَّقْ فَإِنَّ اللهَ مَعْهُ ... فَرِزْقُ اللهِ مُؤْتَابٌ وغَادِ

ومن شواهده المشهورة قول الراجز (?):

قَالتْ سُلَيْمى اشْتَرْ لَنا سَوِيقا ... وهَاتِ خُبزَ البُّرِّ أَوْ دَقِيقَا ...

لَوْ كُنْتُ يَا سَلْمَى لِذَا مُطِيقا ... مَا كَانَ عَيْشِي عِنْدَكُمْ طَمِيقَا

فقوله: «اشتر» أصله: (اشتري) وهو كقوله: {أَرِنَا} في القراءة المذكورة، وهذا معنى قوله: {أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}.

قال بعض العلماء: مفعول (أرني) الثاني محذوف (?). أي: أرني نفسك أنظر إليك، والفعل المضارع مجزوم بجواب الطلب، فقد قدمنا أن علماء العربية (?) يقول جماعة منهم: إن المضارع المجزوم في جواب الطلب مجزوم بشرط محذوف؛ أي: إن تُرني أنظر إليك.

ولما قال موسى هذا وسأل ربه أن يُريه ينظر إليه، طلب الله النظرَ إليه (جل وعلا)، قال الله مجيبًا لموسى: {لَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015