فتقتيل الأبناء واستحياء النساء هو من نفس سوء العذاب الذي كان يسومهم. ووجه السؤال هو أن يُقال: أما تقتيل الأبناء فكونه من العذاب الذي يسومهم به [فظاهر] (?)، وأما استحياء النساء فمن أين كان يُعد من جملة العذاب الذي يسومهم؛ لأن استحياءها قد يسبق إلى الذهن إنه خير من موتها، وأن بقاء أحد الولدين خير من موتهما جميعًا، والإناث هبة من الله أيضًا، كما قال تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: آية 49] فوجه السؤال: كيف عدّ استحياء النساء من جملة العذاب الذي يسومهم، مع أن ترك قتلهم أهون، كما قال (?):
حَمِدْتُ إِلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ إِذْ نَجَا ... خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
فما وجه جعل استحياء النساء من جملة العذاب الذي يسومهم؟ هذا وجه السؤال.
وأجاب بعض العلماء عن هذا السؤال: بأن استحياء الأُنثى قد يكون خيرًا (?) [من تذبيح الكل، كما قال الهذلي:
حَمِدْتُ إِلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ إِذْ نَجَا ... خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
لكن استحياءهم للنساء ها هو من جملة العذاب؛ لأنهم يفعلون ذلك لإعمالهن في الأعمال الشاقة، وليفعلوا بهن ما لا يليق من العار والشنار، ولا شك أن بقاء البنت - وهي عورة - تحت يد