وبعض العلماء يقول: في إيراثهم ديار مصر وأمواله، وديار قومه وأموالهم، فيه إشكال؛ لأنه لم يُعلم في التاريخ أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد أن أنجاهم الله من عذاب فرعون وفلق لهم البحر -والله تعالى أعلم- ولأجل ذلك قال بعض العلماء: أراضي الشام ومشارقها: ما يلي جهة المشرق من أرض الشام من أطرافها، وما يلي جهة المغرب. هذا أقوال العلماء في الآية.

وقوله: {الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} أي: أكْثَرْنَا فيها البَرَكَات من كثرة المياه والزروع والثمار ونحو ذلك من بركات الأرض وخيراتها. وهذا معنى قوله: {مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}.

{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} [الأعراف: آية 137] جماهير العلماء (?) على أن المراد بهذه الكلمة التي صرح الله بأنها تمت على الإسرائيليين أنها هي قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)} [القصص: الآيتان 5، 6] ومعنى تمام الكلمة: أنها أولاً كانت وعدًا، فلما أُنجز هذا الوعد فقد تم ذلك بإنجازه كما لا يخفى. وهذا معنى قوله: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} الحسنى: تأنيث الأحسن، والأحسن: الذي يفوق غيره في الحسن ويفضُله.

وقوله: {عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} تمت عليهم؛ أي: مضت عليهم وكملت عليهم بإنجازها لما كانت وعدًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015