تعلمها وتعرفها حتى تتضح لك، هذه الأوزان التي ذكرنا، والذي نسيناه في ذلك، وهو سبب الرجوع لهذا الكلام:

الوزن الرابع من المزيد وهو قوله: (تبيَّن) على وزن (تَفَعَّلَ) بزيادة التضعيف والتاء، وهذا موجود في القرآن بكثرة، وفي كلام العرب، ومن أمثلته في القرآن: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لله تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: آية 114] {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} [إبراهيم: آية 45].

(وتبين) أيضًا بزيادة التاء مع التضعيف تأتي في لغة العرب لازمة ومتعدية، مثال إتيانها لازمة: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} [إبراهيم: آية 45] {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لله} وقد سُمعت في كلام العرب متعدية، ومن سماعها متعدية قول الشاعر (?):

وَلَمَّا تَزَايَلْنا من الجزعِ وانْتَأَى ... مُشَرِّقُ رَكْبٍ مُصْعِدًا عَنْ مُغَرِّبِ ...

تَبَيَّنْتُ أَلاَّ دَارَ مِنْ بَعْدِ عَالجٍ ... تَسُرُّ وَأَلاَّ خُلَّة بَعْدَ زَيْنَبِ

فالمصدر المنسبك في قوله: «أن لا دار» في محل المفعول لـ (تبين).

فنحن نذكر هذه المناسبات؛ لأننا نعلم أن القرآن العظيم هو مصدر العلوم، وله في كل علم بيان، فنتطرق الآية من وجوهها، وقصدنا انتفاع طلبة العلم؛ لأن القرآن أصل عظيم تُعرف به أصول التصريف والنحو وأصول الفقه والتاريخ والأحكام إلى غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015