وأكثرُ الأصوليين وعلماءِ التفسيرِ أن شعيبًا لم يكن كافرًا يومًا ما. ويجابُ عن ظاهرِ الآيةِ بِجَوَابَيْنِ (?):
أحدُهما: أن العربَ تطلقُ لفظةَ (عَادَ) تُطلقه إطلاقين:
أحدُهما: عَادَ إلى أمرٍ كان فيه سَابِقًا.
والثاني: تقولُ العربُ: «عَادَ كذا كذا» بمعنَى (صار) إلى كذا من جَدِيدٍ (?)، ومنه [قولُهم: عادَ الطينُ خزفًا، وعادَ الخمرُ خَلاًّ] (?) ولا شَكَّ أن هذا الاستعمالَ موجودٌ في (عَادَ) تقولُ العربُ: عَادَ [رجلاً] (?) فلان. أي: صارَ إلى [الرجولةِ] (?) ولم يتقدمه [وصفٌ مماثلٌ قَبْلَهَا] (?) ومنه بهذا المعنَى قولُ الشاعرِ:
[وَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتُهُ ... أَخَا الْقوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ ...
وَبِالْمَحْضِ حَتَّى عَادَ جَعْدًا عَنَطْنَطًا ... إِذَا قَامَ سَاوَى غَارِبَ الْفَحْلِ غَارِبُهْ] (?)