ومن إتيانِ (أبان) لازمةً غيرَ متعديةٍ للمفعولِ قولُ جريرٍ وهو عَرَبِيٌّ قُحٌّ (?):

إِذَا آبَاؤُنَا وَأَبُوكَ عُدُّوا ... أَبَانَ الْمُقْرِفَاتِ مِنَ العِرَابِ

أي: ظَهَرَتْ وَاتَّضَحَتْ. من غيرِ تعديةٍ للمفعولِ، ونظيرُه قولُ عمرَ بنِ أبِي ربيعةَ المخزوميِّ، وهو عربيٌّ قُحٌّ أيضا (?):

لَوْ دَبَّ ذَرٌ فَوْقَ ضَاحِي جِلْدِهَا ... لأَبَانَ مِنْ آثَارِهِنَّ حُدُورُ

أَيْ: لظهرَ واتضحَ من آثارِهن حدورٌ، أي: وَرَمٌ. هذا مَعْرُوفٌ.

الوزنُ الثانِي: (بَيَّنَ) وقد يأتِي لازمًا ومتعديًا، تقول العرب: «بَيَّنْتُ له الأمرَ أُبِينُهُ تبيينًا». متعديًا، وتقولُ العربُ: «بَيَّنَ الأمرُ» بمعنَى: بَانَ وَاتَّضَحَ، ومنه المثلُ المعروفُ (بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ) (?) أي: بَانَ وَاتَّضَحَ، ومن شواهدِها المعروفةِ: قولُ قيسِ بنِ ذُرَيْحٍ (?):

وَلِلْحُبِّ آيَاتٌ تَبَيَّنُ بِالْفَتَى ... شُحُوبٌ وَتَعْرَى مِنْ يَدَيْهِ الأَصَابِعُ

فهذا البيتُ روايتُه المشهورةُ: (شحوبٌ) بضمِّ الباءِ، والمعنَى: وللحب علاماتٌ تَبَيَّنُ أي: تظهرُ وتَبِينُ بالفتى، وهي شحوبٌ إلى آخِرِه. وأنشدَ بيتَ ابنِ ذُريح هذا ثعلبٌ:

وِلِلْحُبِّ آيَاتٌ تُبَيِّنُ بِالْفَتَى ... شُحُوبًا. . . . . . . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015