يكونَ في الشيءِ لونانِ مختلفانِ، فكلُّ - مثلاً - شيءٍ فيه لونانِ مختلفانِ تقولُ العربُ: فيه وَشْيٌ (?). واذا كان - مثلاً - حمارُ الوحشِ أو الثورُ فيه خطوطٌ - يعني تُخَالِفُ لونَه في أَرْجُلَهُ - يقولون له: مَوْشِي. أي: فيه وَشْيٌ. ومن هذا المعنى قولُ نابغةِ ذبيانَ (?):
كَأَنَّ رَحْلِي وقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا ... بِذِي (?) الْجَلِيلِ (?) عَلَى مُسْتَأْنَسٍ وَحَدِ
مِنْ وَحْشِ وجْرَةَ (?) مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ ... طَاوِي الْمَصِيرِ (?) كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الْفَرَدِ
(مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ) يعني [أن] (?) فيها وَشْيًا. أي: خطوطًا تُخَالِفُ لونَه، فمعنى {لاَّ شِيَةَ فِيهَا} أي: لا وشيَ من خطوطٍ مخالفةٍ للونها، بل لونُها كُلُّهُ أصفرُ فاقعٌ على وتيرةٍ واحدةٍ، حتى قال بعضُ العلماءِ (?): إن أظلافَها وقرونَها صفرٌ. وهذا معنى قوله: {لاَّ شِيَةَ فِيهَا}.
{قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} الأَلِفُ واللامُ زائدتانِ لزومًا في {الآنَ} (?). وهي يُعَبَّرُ عنها بالوقتِ الحاضرِ. وبعضُ العلماءِ يقولُ: