[الكهف: آية 54] وخصومةً في التكذيب بالقرآن، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أنها وإن نزلت في الكفار أن عموم لفظها شامل لقول علي (رضي الله عنه): إن أرواحنا بيد الله، إن شاء أن يبعثنا بعثنا.

ومما يدل على هذا من اللغة العربية: أن الرجل مثلاً لو كان له أربع زوجات فآذته واحدة منهن وشتمته وأطلقت لسانها فيه حَتَّى أغْضَبَتْهُ، وهي واحدة، والثلاث الأُخر ساكتات لا يفعلن إلا ما يرضي زوجهن. فقال الزوج بسبب إغضاب التي أغضبته: أنتن كلكن طوالق. فإن الطلاق لا يختص بذات السبب التي أغضبته وآذته بل يطلق الجميع نظراً إلى عموم اللفظ، ويلغى سبب اللفظ الذي حمل عليه، كما هو معلوم عند أهل اللسان العربي.

وقوله (جل وعلا) في هذه الآية: {يَا بَنِي آدَمَ} [الأعراف: آية 31] كأنه يذكرهم بقضية إبليس. لا يَدُم إبليس على النكاية فيكم بنزع ثيابكم عنكم كما فعل بِأَبَوَيْكُمْ.

{خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} الأصل: أؤْخذوا بالهمزة؛ لأنه مضارع (أخذ) بالهمزة، إلا أن ثلاثة أفعال مهموزة الفاء وهي: (أخذ)، و (أمر)، و (أكل) يجوز حذف همزتها في الأمر كما بيناه مراراً (?).

{خُذُواْ زِينَتَكُمْ} أي: لباسكم الذي تسترون به عوراتكم وتتجملون به.

{عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} سواءً كان المسجد الحرام للطواف أو غيره من المساجد للصلاة. وكون الزينة هنا لبس اللباس للطواف والصلاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015