يغيرون إغارة، ومُغاراً، وألِفُ المُغار أصلية.
والحاصل أن المَدَّة الأصلية تُصَحَّح في جمع التكسير، سواء كانت ياء، أو واواً، والمَدَّة الزائدة تُبدل همزة، سواء كانت ألفاً، أو ياء، أو واواً (?). فالقراءة الصحيحة التي عليها العشرة وجمهور القراء الموافقة لقاعدة اللغة العربية: {مَعَايِشَ} بكسر الياء.
والمعايش: جمع معيشة، والمراد: ما يعيشون به في دار الدنيا، مما سبَّبَ لهم من أسباب المعيشة، مما جعل لهم من الثمار، والزروع، والدواب، وجعل لهم في الدواب من الألبان، والأسمان، والأزباد، واللحوم إلى غير ذلك مما هيأه لهم في دار الدنيا إكراماً منه عليهم يعيشون به في دار الدنيا. وهذا معنى قوله: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} [الأعراف: آية 10].
ثم إن الله عابهم فقال: {قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} [الأعراف: آية 10] فـ {قَلِيلاً} نعت لمصدر محذوف، و (ما) توكيد للقلة. والمعنى: {تَشْكُرُونَ} شكراً قليلاً ما؛ لأنه لا يخلو إنسان من شكر في الجملة.
وأصل الشكر في لغة العرب (?): أصل مادته تميل إلى معنى الظهور، والعرب تقول: ناقة شكور: إذا كان يظهر عليها السِّمن، والشكر يُطلق في القرآن من الرب لعبده، ومن العبد لربه، فمن إطلاق شكر العبد لربه قوله: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: