ويحرمون حرامهم، فهؤلاء كَفَرَةٌ فَجَرَةٌ، وقد ثبت في الحديث عن عدي بن حاتم (رضي الله عنه) أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله} [التوبة: آية 31] كيف اتخذوهم أرباباً؟! - وكان عدي في الجاهلية نصرانيّاً - قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألمْ يُحِلُّوا لهُمْ مَا حَرَّمَ اللهُ، وَيُحَرِّمُوا عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللهُ؟» قال: بلى. قال: «بِذَلِكَ اتَّخَذُوهُمْ أَرْبَاباً» (?). فمن اتبع تشريع ولي تَوَلاهُ من شيطان، أو طاغية، أو كافر، أو صاحب قانون، أو بدعة فاتبع ما أحل من الحرام، وما حرم من الحلال فقد اتَّخَذَ ذلك رَبّاً، وخرج عن قانون نظام السماء الذي وَضَعَهُ خَالِقُ السماوات والأرض -جل وعلا - على لسان سيد الخلق، وهذا معنى قوله: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ} أي: غيره {أَوْلِيَاء}.

ثم قال: {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3)} في هذا الحرف ثلاث قراءات سَبْعِيَّات (?): قرأه ابن عامر وحده: {قليلاً ما يتذكرون (3)} بزيادة ياء، وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} بتاء واحدة مع تخفيف الذال على حذف إحدى التاءين، وإذا كان أول الفعل مبدوءاً بتاءين جاز حذف إحداهما تخفيفاً بقياس مطرد، وقرأه بقية القراء السبعة، وهم: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر - وهو شعبة - عن عاصم، قرءوا: {قليلاً ما تذّكرون} بتشديد الذال. فعلى قراءة: {تَذَكَّرُونَ} أصله: (تتذكرون) حُذفت إحدى التاءين. وعلى قراءة: {تذّكرون} فقد أُدغمت إحدى التاءين في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015