فخص هاتين العبادتين وغيرهما من العبادة مثلهما، وعلى أن النسك جميع العبادة فقد شمل الذبح وغيره (?). وهذا معنى قوله: {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي}.
{وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} اختلف العلماء في معنى قوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} قال بعض العلماء: إن الذي يستحق مني أن أخصه بصلاتي وبنحري وبجميع عباداتي هو الذي بيده روحي، يملك مَوْتِي ويَمْلِكُ حَيَاتِي، إن شاء أمَاتَنِي وإن شاء أحْيَاني، فالذي يملك إحيائي وإِمَاتَتِي هو رَبِّي ومَعْبُودِي الذي يَحِقّ لي أن أُخْلِصَ له حقه في عبادته. وقال بعض العلماء: {وَمَحْيَايَ} هو ما قَدَّمْتُ في حياتي مِنْ جَمِيعِ الأعمال الصالحة مخلصاً فيه لله وحده (?).
{وَمَمَاتِي} قيل: هو ما أَوْصَيْتُ أَنْ يُفعل بعد مماتي من إجراء قُرُبَاتٍ وَصَدَقَاتٍ تجري عَلَيَّ، كل ذلك مخلص فيه لله. أو {وَمَمَاتِي} أي: ما جَاءَنِي عليه الموت من الأعمال الصالحات التي أدْرَكَنِي المَوْتُ وأَنَا مُقِيمٌ عَلَيْهَا، كما قال نبي الله يعقوب: {فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: آية 132] كل ذلك مخلص فيه لله (جل وعلا) وحده لا أشرك معه غيره (?).
[25/ب] وهذا تعليم لنا أننا نخلص [عبادة] (?) / خالقنا له (جل وعلا) ولا نشرك معه فيه غيره؛ لأنه أغْنَى الشركاء عن الشرك، ولا يقبل