يعني: أوَذو الشيب يلعب؟ فحذف همزة استفهام الإنكار.
ونظيره قول الآخر واسمه خويلد (?):
رَفوني وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لَمْ تُرَعْ ... فَقُلْتُ وَأَنْكَرْتُ الْوُجُوهَ هُمُ هُمُ
يعني: أهُم هُم؟ فحذف همزة الاستفهام على التحقيق، وكما جزم به غير واحد.
ومن أمثلته دون (أم) مع ذكر الجواب: قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي (?):
ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّهَا، قُلْتُ بَهْراً ... عَدَدَ النَّجْمِ والحَصَى وَالتُّرَابِ
فقوله: «ثم قالوا: تحبها» يعني: أتحبها؟ فحذف همزة الاستفهام.
أما هو مع (أم) فهو مُطَّرِد لا يخالف فيه أحد، وأنشد له سيبويه قول ابن يعفر التميمي (?):
لَعَمْرُكَ مَا أدْرِي وَإِنْ كُنْتُ دَارِياً ... شُعَيْثُ بْنُ سَهْمٍ أَمْ شُعَيْثُ بْنُ مِنْقَرِ
يعني: أشعيث بن سهم؟ ومنه في كلام العرب قول ابن أبي ربيعة المخزومي (?):
بَدَا لِي مِنْهَا مِعْصَمٌ يَوْمَ جَمَّرَتْ ... وَكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنَانِ
فَوَاللهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَحَاسِبٌ ... بِسَبْعٍ رَمَيْتُ الجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِ