هل ميقاتهم بنصٍّ منه - صلى الله عليه وسلم -، أم باجتهاد من عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -؟

وهو وجهان لأصحاب الشَّافعي - رحمه الله -؛ أصحُّهما، وهو نص الشَّافعي في "الأم" (?): أنَّه اجتهاد من عمر، وهو في "صحيح البخاري" (?).

ومن قال منهم: إنَّه بنص، استدلَّ بحديث ضعيف عن جابر، غير مجزوم برفعه: أنَّ ميقاتهم ذات عرق، وقد ضعَّفه الدَّارقطني (?) بما ذكرناه، وهو صحيح، وبأن العراق لم تكن فُتحت في زمن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو فاسد؛ لأنَّه غير ممتنع أنَّ يخبر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بميقات ناحيةٍ قبل فتحها، ويكون إخباره من معجزات نبوَّته - صلى الله عليه وسلم -، وإخباره بالمغيبات المستقبلات؛ كتوقيته لأهل الشام الجحفة، ومعلوم أنَّه لم يكن فتح حينئذ.

وقد ثبتت الأحاديث الصَّحيحة: أنَّه أخبر بفتح الشَّام واليمن والعراق، وأنَّهم يأتون إليها بتشوُّق، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأنَّه زُويت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015