وفي الحديث فوائد:
منها: الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في النوافل، وفعلها، وتتبعها، ونقلها.
ومنها: صلاة النوافل في البيت، والمسجد، وغيرهما؛ وإن كان فعلها في البيت أفضل، إلا أن يكسل عن فعلها فيه؛ فالمسجد أفضل.
ومنها: تخفيف ركعتي الفجر.
ومنها: عدم الدخول على الشخص في ذلك الوقت، والاستئذان عليه؛ وقد تقدم باقي أحكامه، وفوائده، والله أعلم.
* * *
عَنْ عَائشةَ -رَضِيَ اللهُ عنها- قَالَتْ: "لَمْ يكُنِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ تَعَاهُدًا مِنْه عَلَى رَكعَتَيِ الفَجْرِ" (?).
وفي لفظ مسلم: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا" (?).
أما عائشة؛ فتقدم ذكرها.
وأما مناسبة التبويب للحديث، فتقدم قبله أنه لا مناسبة بينهما بوجه.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "رَكْعَتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها":
المراد بهما: السنَّة، لا الفريضةُ، والمرادُ بالدنيا: حياتُها، وما فيها: متاعُها، لا ذاتها؛ فكأنه قال: خيرٌ من متاع الدنيا، وشدةُ تعاهدِه - صلى الله عليه وسلم - على صلاتهما: لِعظم فضلِهما، وجزيلِ ثوابهما.
وجمهور العلماء: على أنهما سنة، ليستا واجبتين.