وقيل: الأحمرُ: الإنس، والأسودُ: الجنُّ، ولا شك أنه - صلى الله عليه وسلم - بُعِثَ إلى الجن، والإنس.
ثمَّ إنه - صلى الله عليه وسلم - خُصَّ بهذه الخمسة، وغيرِها؛ من جوامع الكلم، ومفاتيح خزائن الأرض، والآيات من خواتيم سورة البقرة.
وجوامعُ كلمهِ - صلى الله عليه وسلم - هي: القرآن، وكلامُه - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنَ كلًّا منهما ألفاظُهُ يسيرةٌ، ومعانيه كثيرةٌ، والله أعلم.
وفي هذا الحديث:
جواز ذكر ما امتنَّ الله به على عبدِه، وخصَّه به، وعدمُ كتمانه، قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].
وفيه دليل على: جواز الصلاة في جميع البقاع، إلا ما استثناه الشرع؛ من المقبرة، والمزبلة، والمجزرة، وسائر المواضع النجسة، ومواضع الشياطين.
وفيه دليل على: أَنَّ الأصلَ في الأرض الطهارةُ.
وعلى: تحليل الغنائم بشرطها.
وجواز ذكر العلم من غير سؤال، خصوصًا عند الاحتياج إليه.
والتعريف بنعم الله تعالى، وعدم الجهل، والله أعلم.
وقد يستدل به على: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ الأنبياءِ، وأنه - صلى الله عليه وسلم - فُضِّلَ بأشياءَ على غيره منهم؛ وذلك دليل على أفضليتِه، والله أعلم.
ولا شكَّ أنه: يعرف فضل المتبوع بفضل التابعين -أيضًا-؛ فكما أنه - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ الأنبياء، فكذلك أمته خيرُ الأمم، وقد ثبتَ: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أهلُ الجنَّةِ عشرونَ ومِئَةُ صَفٍّ، أَنْتُمْ ثَمانونَ" (?)، والله أعلم.
* * *