. . . . . . . . ... والشَّرُّ بالشَّرّ عِنْدَ اللهِ مِثْلانِ (?)
فكان حقه أن يقول: "مثلا الجبلين العظيمين"، ووجهُهُ: أنَّ "مثل" تكون بمعنى الحال والصفة، والقصة والشأن، ذكره الزمخشريّ (?) وغيرُه، فيكون التقدير هنا: "صفتُهما صفةُ الجبلين". وحذْفُ المبتدأ جائز كثير فصيح.
وقد أوجبوا حذف المبتدأ في مواضع، منها: -
إذا أُخبر عنه بنعت مقطوع لمجرد مدح، نحو: "الحمد لله الحميد"، أو ذمٍّ، نحو: "أعوذ بالله من إبليس عدو الله".
أو ترحُّم، نحو: "مررت بعبدك المسكين".
أو [مصدر] (?) جيء به بدَلًا من اللفظ بفعله، نحو: "سمعٌ وطاعةٌ"، و {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} (?) [يوسف: 18]، على تقدير: "أمري".
أو لمخصوص يعمّ "نعم" أو "بئس" المؤخّر عنهما، نحو: "نعم الرجل زيدٌ"، و"بئس الرجل عمروٌ".
ومنه: "مَنْ أنت؟ زيدٌ"، أيْ: "أأنت زيدٌ؟ " عند كلامه لك.
ومنه: "في ذمتي لأفعلنَّ"، أي: "في ذمَّتي ميثاقٌ أو عهدٌ" (?).