والجملة من "كان" معطوفة على ما قبلها.
"فذكرتا": معطوف على "أتتا".
وشرط بعضهم في خبر "كان" إذا كان ماضيًا اقترانه بـ "قد"، والصحيح أنه لا يلزم، وعلى ذلك أكثر الأحاديث (?).
قال في "التسهيل": ولا يدخل "صار"، و"ليس"، و"ما دام"، و"ما زال"، و"ما انفك"، و"برح"، و"فتئ"، و"فتأ"، و"أفتأ"، و"ونى"، و"رام" على مبتدأ خبره فعل ماض.
قال: ويجوز دخول ما بقي من الأفعال الناقصة عليه مطلقًا، خلافًا لمن شرط في خبر "كان" إن كان ماضيًا أن تقترن به "قد" (?)، هذا معنى كلامه.
قوله: "فذكرتا": لا تعقيب في "الفاء"، وإن كان فيها معنى السببية.
و"من" في قوله: "من حسنها" يحتمل أن تكون زائدة عند من يقول بزيادتها في الواجب، أي: "ذكرتا حسنها"، ولذلك عطف "وتصاوير" عليه، ويحتمل أن يكون "تصاوير" مجرورًا، وعلامة الجر الفتحة لأنه لا ينصرف، و"من" لبيان الجنس.
ويحتمل أن يكون في الكلام محذوف، أي: "فذكرتا من حسنها ما يوجب تعظيمها والترغيب فيها"، فيكون المفعول محذوفًا، ويدل على ذلك إنكار النبي - صلى الله عليه وسلم - صفتهما لها، فـ "ما" المحذوفة مفعول "ذكرتا"، والله أعلم.
ويحتمل أن تكون "من" للتبعيض، أي: "ذكرتا بعض حسنها وبعض تصاوير فيها".