وأجاز النحويون الفصل بين "ما" وما عملت فيه معمول الخبر إذا كان ظرفًا أو مجرورًا (?).

و"من الله" يتعلق بـ "أغير"، وهو أفعل التفضيل، و"من" للتبعيض،

وما ورد من أحاديث الصفات يُنَزِّه البارئ سبحانه عن سمات [الحدوث] (?) وصفات المخلوقين بالتأويل، ويُحمل مثل هذا على أن "الغائر" (?) على الشيء مانع له وحام عنه (?)، فيطلق لفظ "الغيرة" عليهما من مجاز الملازمة.

وقد تقدم جواب القسم في العاشر من "كتاب الصلاة"، وفي الثاني من "كتاب الصفوف".

قوله: "أن يزني عبدُه أو أن تزني أَمَتُه": تقدير الكلام: "ما من أحد أغيَر على عبده من أن يزني من الله على عباده"، فقوله: "أن يزني" في محل نصب أو جرٍّ على الخلاف. و"من الله" مُتعلّق بـ "أغير".

وكان فعل "يزني" مسندًا إلى ضمير العبد فأخَّره في تركيب الحديث، وقدّم اسم الله تعالى لشرفه والتبرك به، مع إحراز الفائدة وثبوت المعنى، وهذا في التقديم والتأخير من فصيح الكلام وبليغه. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015