وجاء في الحديث كثيرًا، وأمَّا إطلاقه في قوله: "لا يخسفان لموت أحد" فمن باب التغليب، غلب تذكير القمر على تأنيث الشمس، وللمُطاوعة جاء: "لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ" (?).
قال: ومتى أطلق "الخسوف" على الشمس فلاشتراكهما في ذهاب ضوئهما، أو إظلامهما. و"الانخساف" مطاوع "خسفته" فانخسف (?).
وقوله: "على عهد رسول الله": "على" هنا تقدَّم أنها بمعنى في، أي: "في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -"، كقوله تعالى: {عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [البقرة: 102] أي: "في زمن ملك سليمان" (?).
ويحتمل أن تكون هنا فيها معنى المصاحبة، كقوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177]، أي: "خسفت مصاحبة عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
قوله: "بالناس": "الباء" تتعلق بـ "صلى"، و"الناس" تقدم ذكر طرف منه في السابع من "الإمامة".
وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، وحكى ابن خالويه: "ناس من الجن"، وهو مجاز؛ لأنَّ أصله في بني آدم.
ومادته عند سيبويه: همزة ونون وسين، حُذفت همزتُه شذوذًا، ثم عُوِّض منها "ال"، فلا يكاد يُستعمل بغيرهما (?)، وقد نطق بالأصل في قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ} [الإسراء: 71].