و"لا" هنا عند الكُوفيين اسم بمعنى "غير" لدُخُول حرف الجر عليها (?). و"أذانٍ" مخفوضٌ بالإضافة إليها، ومثله قوله: "خرجت بلا زاد"، و"جئت بلا شيء". والصّحيح: أنّ "أذان" مجرور بـ "الباء"، و"لا" دَخَلت بين حَرف الجر والاسم لمعناها من النفي، فهي زائدة [بين "الباء"] (?) ومعمولها، وعلى هذا يكون الزّائد مُعترضًا بين شيئين مُتطالبين (?)، وإن لم يصحّ المعنى بإسقاطه، كما قيل في: ["زيد كان فاضل"] (?)، فـ "كان" تفيد معنى المضي والانقطاع، ويُسمونها: زائدة، وكذلك قالوا في نحو: "ما جاءني زيد ولا عمرو": ["لا"] (?) زائدة، وإن كان المعنى يختلّ بإسقاطها.
فإذا قلت: "ما جاءني زيد وعمرو"، احتمل أنّ المراد نفي مجيء كُلّ واحد منهما على حال، وأن يُراد نفي اجتماعهما في وقت المجيء، فإذا جيء بـ "لا" صَار الكلام [نصًّا] (?) في المعنى الأوّل (?).
قال الزّمخشري في قوله تعالى: {إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [الأنفال: 16]: حال، و"إلّا" لغو (?).
قال أبو حيان: لا يريد أنها زائدة، وإنما يريد أنَّ ["يولهم"] (?) وصلة إلى العمل فيما بعدها، كما قالوا في: "جئت بلا زاد": إنَّ "لا" لغو باعتبار العَمل، لا المعنى،