و"آنفًا" جاء فيه القصر والمدّ، وهما اسما فاعل، ولم يُستَعمل فعلهما، والمستعمل: ["ائْتَنف"] (?) (?).

قال أبو حيّان في قوله تعالى: {مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: 16]: تقديره: أي: "مؤتنفا"، أي: "مبتدئًا"، وهذا منصوبٌ على الحال، وأعرَبَه الزّمخشري ظرفًا (?)، أي: "السّاعة" (?).

قال أبو حيان: ولا أعلم أحَدًا من النّحويين عدَّه من الظروف (?).

قلت: وإن لم يعدَّه أحَد، فالمعنى عليه هنا، لا يصحّ خلافه، إلا أنْ تُقدّر: "أنها ألهَت عند ابتداء الصلاة"، فيكون حَالًا، أي: "ألهتني عن صلاتي مؤتنفًا للصلاة"، وفيه خروجٌ عن الظّاهر، وتكلُّف لا يخفى.

والعاملُ في "آنفًا": "ألهتني".

ويحتمل أن تكون "صلاتي" المجرور بعد "آنفًا". وحرف الجر يتعلّق بـ "ألهتني". ولا يمتنع عمَل المصدَر غير المنحلّ إلى "أنْ" والفعل فيما قبله، على المختار عند أبي حيّان ومُوافقيه (?)، وتقدم ذلك في الحديث الثّاني من أوّل الكتاب، لكنه عامِلٌ معنوي، والعاملُ المعنوي لا يتقدّم عليه الحَال عند البصريين، بخلافِ الظّرف (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015