وقد تقدّم الكَلام على "من" في الحديثِ العَاشر من أوّل الكتاب.
[125]: عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ، لا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلَّا فِي آخِرِهَا". (?)
تقدّم الكلام على الأعْدَاد، وبناء اسم الفاعل منها في الحادي عشر من "باب صفة الصّلاة".
وجملة "كان رسول الله" معمولة للقول، والقول في محلّ معمُول متعلّق حرف الجر، وجملة "يصلي من الليل" في محلّ خبر "كان".
و"ثلاث عشرة ركعة": عَدَد لاسم مصدر، وهو: "الركوع"، يقال: "ركع ركوعًا"، و "ركع ركْعة" (?).
و"صلى" يتعدّى إلى مصدره، واسم مصدره، وهو هنا بمعنى: "ركع"، وبهذا الاعتبار يكُون "يُصلي" يتعدّى إلى عَدَد المصدر.
و"ثلاث عشرة": من الأعدَاد المركّبة، المبنية؛ لتضمّنها حرف العَطف (?)، وتقدّم الكَلام عليها في "باب صفة الصّلاة".
قوله: "يُوتر من ذلك": أي: "منها"، فأوقع اسم الإشارة موقع الضّمير؛ لأنه إشارة إلى العَدَد، والإشارة فيها تنصيص، بخلاف المضمَر.