فإن قيل: إذا قدّرته أعرَف من المشار إليه، فكيف أجَزت أن يكُون نعته، والنعتُ لا يكون أعرَف من المنعوت؟ (?)
فالجواب: أنك إن قدّرته نعتًا فلا بُد أن تكُون الألِف واللام فيه للعَهد، كأنّك قلت: "مررتُ بهذا" للرجُل الذي بيني وبينك، [فهي] (?) فيه للعَهد، فصار اسم الإشارة أعْرَف بخلاف الأوّل.
[قال] (?) ابن عصفور: وهذا معنى كلام سيبويه (?).
[114]: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: "كُنا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي [شِدَّةِ الحَرِّ، فَإذَا لم] (?) يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الأَرْضِ؛ بَسَطَ ثَوْبَهُ، فَسَجَدَ عَلَيْهِ". (?)
قوله: "كنا": تقدّم أنّ أصل "كان": [كوَن (?)، فلما] (?) تحرّكت "الوَاو" وانفتح ما قبلها قُلبت ألِفًا (?). ولما اتصّل الضمير بـ "كان" سكنت "النون" وأُدغِمَت في "نون" [الكون بعد حذف] (?) "الألف"؛ لالتقاء الساكنين، ثم ضُمّت "الكاف"