غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} (?) [النحل: 92].
قوله: "وكان يقول في كُلّ ركعتين التحية": تقَدّم الكَلامُ على "كُلّ " في أول حديثٍ من الكتاب.
[قال ابنُ هشام: "كُل" اسمٌ موضوعٌ] (?) لاستغراق أفراد المنكَّر، نحو: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] (?)، والمعرّف المجموع، نحو: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ} [مريم: 95]، وأجزاء المفرد المعرّف، "كُلّ زيد حَسَن".
فإذا قلت: "أكلتُ كُل رَغيف لزيد" كان لعُموم الأفراد. فإن أضفت "الرغيف" إلى "زيد" صارت لعُموم أجزاء فرد واحد.
ومن هنا وَجَب في قراءة غير "أبي عمرو" و"ابن ذكوان" (?): {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35] بترك تنوين "قلب"، تقدير "كُلّ" بعد "قلب"؛ ليعُم أفراد القلوب، كما عَمّ كُلّ أجزاء القلب.
وترد "كُلّ" باعتبار كُلّ واحد مما قبلها ومما بعدها. انظر تمام كلامه على "كُلّ" في "المغني". (?)
والمتحصل من الذي ذكرناه: أنّ قوله في الحديث: "كُلّ ركعتين " - بإضافة "كُلّ" إلى النكرة المثنّاة - أفاد استغراق الأفراد، كما يستغرق أفراد النفوس في قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ} [آل عمران: 185].
وتقدّم الكلامُ على "كُل" في الأوّل وفي السّادس من "الاستطابة".