قال في "المجيد": نصَّ سيبويه والأخفش والفرّاء والفارسي وابن كَيْسَانَ وغيرُهم على أنّ "أرأيت" و "أرأيتك" بمعنى "أخبرني"، وهو تفسيرٌ معنوي. (?) قالوا: فتقول العَرَب: "أرأيتَ زيدًا ما صنع؟ " فيلزم المفعول الأوّل النّصب، ولا يُرفَع على تعليق "أرأيت"؛ لأنّها بمعنى "أخبرني"، و "أخبرني" لا تُعَلَّقُ. (?)
والجملة الاستفهامية في موضع المفعول الثّاني، بخلافها إذا كانت بمعنى "علمت"؛ فيجُوز تعليقها. (?) انظر تمام الكَلام في "المجيد" لأبي حيان (?) رحمه الله.
وقال الشيخُ تاج الدّين الفاكهاني: روايتنا في "أرأيت" ضَمّ "التاء". (?)
قُلتُ: هذا غَريبٌ؟ فإنَّ جميعَ ما جَاء من "أرأيت" بمعنى "أخبرني" في القرآن "التاء" فيه مفتُوحة (?)، وتقَدّم أنّها تجري مع المخاطَب.
إذا ثبت ذلك: فقوله "سُكوتك" منصُوبٌ على أنه مفعول بـ"أرأيت" بمعنى "أخبرني"، على أنه أسْقَط حَرْفَ الجرّ منه، أي: "أخبرني عن سُكوتك".
و"بين": ظرْف، تقَدّم الكَلامُ على "بين" في الثّالث من "باب السّواك".
قوله: "ما تقول؟ ": "ما" استفهامية، محلّها رفع بالابتداء، والخبر في الفعل