قوله: "بالصَّلاة": مُتعَلّقٌ بـ "آمُر". و"آمُر" يتعدَّى إِلَى مفعولين، الثاني بحَرف جَر، ويجوز حَذفه؛ فالمفعولُ الأوّل هنا محذوفٌ تقديره: "أنْ آمُر النّاسَ بالصَّلاة". وقد أجَازوا حذف "الباء" من مفعُول "أمَر" وأخَواته؛ فقالوا: "أمَرتُك الخير"، و"أمَرتُك بالخير".

وقياسُه: أنْ يجُوز هُنا؛ فيُقال: "أنْ آمُر النَّاسَ الصَّلاة"، مثل: "أمَرتُك بالخير"، و"أمَرتُك بالأكل"، ونحوه؛ لأنه يحسُنُ في موضعه "أنْ" وما عَملت فيه، فتقول: "أمرتُك أنْ تأكُل"، و"أنْ تفعل خيرًا"، و"أنْ تُصلِّي". (?)

و"أنْ" تُحذَف معها حُرُوف الجرّ كَثيرًا؛ تقُول: "أمَرتُك أنْ تقُول"، تُريد: "بأنْ تقُول"، و"أنْ تفْعَل"؛ فيَحْسُن الحذْفُ في مثل هَذا، لطُول الاسم، ولكَثْرة وقوعه. فإذا وَقَع موقع "أنْ" مصدر، نحو قولك: "أمرتُك الخير"؛ شُبِّه به، فيَحْسُن الحذْفُ. فإنْ قُلْت: "أمَرتُك بزَيدٍ"، لم يجُز أنْ تقُول: "أمَرتُك زَيدًا"؛ لِمَا تبيَّن لك من هذه القاعِدَة. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015