وقَد ذَكَرَ ابنُ مَالك (?) لذلك أمثلَة.
فمن الثّاني قولُه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أسْرعُوا بالجنَازَة، فإنْ [تكُن] (?) صَالحةً فخَيرُ [تُقدِّمُونَها إلَيْهَا] (?)، وإنْ تَك سوى ذَلِك فشَرّ تَضَعُونه عن رقَابكُم" (?)، فأنَّثَ "إليها"، وهو عَائِدٌ على "الخير"؛ لأنّه بمَعْنى "الحُسْنى" أو "الرَّحْمَة".
قال: لأنَّ المذَكَّرَ يجُوزُ تأنيثُه إِذَا أُوِّل بمُؤنّث. (?)
ومنه قوْله تعالَى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، فأنَّث عَدَد "الأمثال"؛ [لأنَّها] (?) بمَعنى "الحسنات". (?)
ومِن الأوّل: "أهْلَك النَّاسَ الدِّرْهمُ البيض والدِّينار الحُمْر"، [ويُقَال] (?): "الدِّينار هَلَك بها كثير من النّاس". (?)