وتكون بمعنى التعليل، كقوله تعالى: {عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج: 37]، وكونها على بابها أحْسَن، ورُبّما تدلّ على أوّل الوقت؛ لأنّ معنى الاستعلاء فيها يُعطي ذلك، ويُقوّيه قوله في رواية أخرى: "الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا" (?). (?)
قولُه: "قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين": الجملتان [بعد القولين] معمولتان لهما. و"أي" كما تقدّم، إمّا مبتدأ، والخبرُ محذُوفٌ، أو خبر، والمبتدأ محذُوفٌ. ومثله: "قلتُ: ثُم أي؟ قال: الجهادُ في سَبيل الله" يتعلّق بـ "الجهَاد"؛ لأنّه مَصْدَر.
قال الشيخُ تاج الدين الفاكهاني: ينبغي - أو يتعيّن - هُنا أنْ لا يُنَوّن "أي"؛ لأنه موقُوفٌ عليه في كَلام السّائل ينتظر الجوَابَ منه - عَلَيْهِ السَّلَام - والتنوينُ لا يُوقَفُ عليه إجماعًا. (?)
[قولُه] (?): "حَدَّثني بهن": أي: (النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"، وهي جُملة مُستأنفة، لا محلّ لها من الإعْرَاب.