ورُوي: "فَانْتَجَسْتُ" (?) بـ"التاء" المثنّاة [و"الجيم"] (?)، أي: "اعتقدتُ نفسي نجسًا" (?).
و"أنْ أجالسك" في محل مفعول"كرهت"، و"أن" المصدرية تقدّمت في الرّابع من أوّل الكتاب.
وقوله: "جنبًا": أي: "ذا جنابة"؛ لأنه اسم جرى مجرى المصدر الذي هو "الإجناب" (?)، وقد تقدّم في الخامس من أوّل الكتاب القول في ذلك.
وانظر إِلَى قولُه: "قَال" من كلام أَبِي هُرَيْرَةَ بغير "فاء"، و"قَال" من كلام النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بـ"الفاء". وإنَّما سقطت"الفاء" من كلام أَبِي هُرَيْرَةَ لأنَّها جاءت على الأفصح في الجمل المفتتحة بالقول، كما قيل في قولِه تعالى: {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ} وما بعدها [الشعراء: 10، 11، 12]. (?)
وأمّا القول مع ضمير النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: فـ"الفاء" سببية رابطة؛ فاجتُلبت لذلك. (?)
قولُه: "فكرهت أنْ أجالسك": فرّق السّهيلي بينه وبين "كرهتُ مجالستك"، فالأول يكون المكروه وقوع الفعل، وهو المجَالَسَة، وعلى الثاني المكروه ليس